[251] وقال #: [المتقارب/23]
  نَتَعَادَى على حُطَامٍ حَقِيرٍ ... وعَلَى الفَوزِ والبَقَا نَتَسَالَمْ
  لَا حَمَى اللهُ سَرْحَنَا إن ظَللنَا ... كالأفَاعِي عَلَى الهَبَا نَتَلَاكَمْ(١)
  نَتَفَانَا عَلَى الفَنَا وَكَأَنَّا ... ثِيرَةٌ فِي مَبآةٍ نَتَصَادَمْ(٢)
  قد حَمَانَا ذِكرُ المماتِ عن الظُّلـ ... ـم فما عذرنَا ولِمْ نَتَظَالَمْ
  أرصدَ اللهُ للكتَابِ عَلَينَا ... حَيوَانَاً بغيرِ لَحمٍ ولا دَمّْ
  لَيتَهُ مِثلُنَا فَيُضحِي ونُضْحِي ... كُلُّنَا مَلجَأً لأنْ نَتَكَالَمْ
  نَحنُ مَوتَى وإن عُمِرْنَا زَمَانَاً ... ودَلِيلِي بِأنَّنَا لَيسَ نألَمْ
  لَا تَعَاطَى الذي جَهِلتَ وَسَلِّمْ ... أَجهلُ النَّاسِ جَاهِلٌ يَتَعَالَمْ
[٢٥١] وقال #: [المتقارب/٢٣]
  يَقُولُونَ ذِي زُهرَةُ النَّيرَا ... تِ وعندَهُمُ الأبيضُ الأزْهَرَا
  ولكن عَجبتُ من المشتَرِي ... بِمَا لَقَّبُوه وماذَا اشتَرَى
  أنُنْكِرُ أسَمَاءَ أهلِ اللسَا ... نِ فقد قيلَ مَكَّةُ أمُّ القُرَى
  تَفَكَّرْ وصَحِّحْ وخُذْ بالدَّلِيـ ... ـلِ فَمَن كان ذا دِرْيَةٍ فَكَّرَا
  أيَثْبُتُ إلحَاقَ ذي الحَادِثَا ... تِ بِمَا سارَ فِي فَلَكٍ أو جَرَى
  وكيفَ يَسِيرُ على سَمتِهِ ... وفِي حَالِه يرجِعُ القَهقَرَى
  وكيفَ يُقَدِّرُ أقواتَ ذي الـ ... ـبسيطةِ والسقْفُ من قَدَّرَا
  ومن حالُهُ شاهِدٌ بالحدُو ... ثِ أيُحْدِثُهُ مثله مَا تَرَى
  حكى لِمُطَرِّفَ أتبَاعُهُ ... فَضَائِلَ تَفتِنُ هَذَا الوَرَى
  كما قَالَ فِي الآبُلِيِّ الجهو ... لُ رُواهُ النَّصارَى ومَنْ نَصَّرَا(٣)
  وأصلُ الضَّلالةِ رَفضُ الهُدَا ... ةِ وتركُ الدليلِ وحُبُّ المِرَا
  إذا نَشَرَ الناسُ أعلامَهُمْ ... لِدُنَيَاهُمُ فانشُرُوا الدَّفتَرَا
(١) الهباء: الغبار.
(٢) الثيرة: جمع ثور. والمباءة: المنزل.
(٣) الآبلي: لقب أو اسم لرئيس النصارى أو للراهب أو لصاحب الناقوس، يعني أن ما يرويه أتباع مطرف من فضائله كما يرويه النصارى في رئيسهم أو راهبهم أو صاحب ناقوسهم، وهي فضائل مفتراة مدعاة غير صحيحة، لأن دينهم فاسد، وقولهم باطل، فما تفرع عن الباطل فهو باطل.