ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

صفته #

صفحة 6 - الجزء 1

  إلى قوله: وروي عن الشريف إبراهيم بن يحيى الحمزي قال: ما عرفت من عبد الله بن حمزة اشتغالاً في حال صغره بشيء من اللعب كسائر الصبيان.

  وعن الشريف الفاضل قاسم بن يحيى الحمزي: ما رأيت أحسن من عبد الله بن حمزة تربية، ولا أشرف منه نفساً، ولا أسمح يداً من حال الصغر، وما طرب قط للعب، ولا اشتغل بحديث فيما لا يعنيه.

  قال: وكان حمزة بن سليمان قد هذب أولاده ورباهم على الطهارة والعفة والمرابطة على التعليم والدراسة، فكان لعبد الله ابنه التبريز عليهم في ذلك، وكانوا يعترفون بفضله، ولما ختم القرآن قرأ في اللغة والنحو وبلغ فيه مبلغاً عظيماً قصر عنه أهل العلم بهما، وكان يكالم من يغشاهم ممن ينتحل الدين، ويورد عليهم المسائل، فيظهر فضله وقصورهم عن مقاومته.

  قال: ولقد سمعته يقسم: ما قعدت في مجلس فيه لغو، ولا خاض فيما يستغنى عنه، حتى أن من يحب البطالة يصرف الناس عنه لأجل ذلك، حتى ضاق عليه الحال، فانتقل عنهم. وأنشأ في مثل ذلك الشعر الرآئي ثلاثين بيتاً. انتهى.

صفته #

  كان # طويل القامة، تام الخلق، دُرِّي اللون، حديد البصر حدة مفرطة، أبلج⁣(⁣١)، كث اللحية، كأن شَيْبَهَا قصبُ الفضَّة، صادق الحدس، قوي الفراسة، كثير الحفظ، فصحياً بليغاً، شاعراً مفلقاً، شجاعاً بطلاً، يخوض غمرات الحتوف، ويضرب بسيفه بين الصفوف، وقائعه تشهد بشجاعته، ومواقفه تبين صدق بسالته، يقذف بنفسه في مقدمات الحروب، وترجف لهيبته القلوب، شأنه شأن آباءه المطهرين، وسلفه الأكرمين، في نشر الدين، وإطفاء بدع المبتدعين.

طهارة نشأته #

  قال في الدر المنثور في فضائل الإمام المنصور:

  أما زهده وورعه #: فمعروف في سيرته، مشهور من شيمته، يعرفه من خالطه واتصل به من حال الصغر إلى الكبر، وأنه كان كثير الصبر على مضض العيش، مدمناً على الصوم والقيام، وما لمس حراماً متعمداً، ولا أكله ولا رضي أكله، وكان يغشى مجالس العلم، ويقتات الشيء اليسير الزهيد، ويؤثر على نفسه الوافدين إليه، والضعفاء والمساكين والغرباء.


(١) نقاوة بين الحاجبين.