السعي المشكور المشتمل على نوادر رسائل الإمام المنصور القسم الأول،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

الرسالة الأولى: الناصحة المشيرة في ترك الاعتراض على السيرة

صفحة 119 - الجزء 1

  لأنه قال فيما روينا: «حَرُمَتِ الجنةُ على من أبغض أهل بيتي، وعلى من حاربهم، وعلى المعين عليهم، أولئك لا خلاق لهم في الدنيا، ولا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم».

  أيدري - أرشده الله - مَن المعين عليهم؟ ألا إنه الخاذل لهم المخذل عنهم، المقلل لسوادهم، المشايع والمضاهي لأضدادهم، ولم يتخلف عنا من تخلف منهم إلا بإذن منا، وأكبرهم وسيدهم، بل أكبرنا وسيدنا شمس الدين - أيده الله -، فلم يستجز أن يتأخر عن ثُلا حتى أتاه فسحُنا، ولا استجاز أن يروح الشام حتى يشافهنا، ويتقدم عن أمرنا، فكيف من هو دونه من الإخوان الصالحين، فمعاذ الله أن يدخلوا في دائرة الناكثين، وأن يَتَّسِموا بسمة المارقين، الخارجين على الأئمة الطاهرين، وكيف يكون ذلك ورسول الله صلى الله عيه وآله يقول: «لا يزال هذا الدين قائماً تَضرِبُ عنه عصابةٌ من المسلمين حتى تقوم الساعة»؟!، ونرجو أنهم تلك العصابة، وأنه من مقدماتهم ووجوههم، فجزاهم الله عنا خيراً.

  فأما من تبعنا لغرض غير ما عند الله سبحانه، فإنه يفارقنا عند عدم ذلك الغرض، فليس جُرم تأخره - والحال هذه - علينا، بل هو عليه دوننا، وله موقف بين يدي الله سبحانه، فإن فَلَجَنَا، وظهرت حجتُه على حجتنا، فخذلانه لنا من أهون مشقة تلحقُنا، وإن فَلَجْنَاهُ، فويلٌ له من عذاب ربنا، وسخط خالقنا، ولكل نبأ مستقر وسوف تعلمون.

  قال أرشده الله: