وأما الفصل الرابع
  المجاهدين، ولا يُرضي أحداً من مؤلفتنا المذكورين، فصرنا نعطي اليسير لهذه العلة، ونرجو أن نكون فيها مصيبين.
  وأما ما ذكر من المساء مِبطاناً، وحولي بطون غرثى:
  فلو أقسمت ما أمست مبطاناً منذ دخلت في هذا الأمر لرجوت أن أكون من الصادقين، وهذا وأمثاله مما كنا نحبُّ أن نستره من المؤمنين العالمين، ولكنا نتأسى في ذلك بأمير المؤمنين وسيد المسلمين، فإنه كان يذكر ما يجانس ذلك ليتأسى به المسلمون.
  وأما ما ذكره من تضييع حق الأرامل والضعفاء والأيتام:
  فعُمَّالُنا من علمت من المؤمنين في الشام واليمن والظاهر، فمنها جهات فيها ثقات من المسلمين:
  فجهة القاضي المكين، زكي الدين، عمرو بن علي العنسي(١).
  وجهة القاضي الأجل إبراهيم بن أحمد بن أبي الأسد الفهمي(٢).
(١) هو القاضي المحقق، ناظر العلم المبصر المحدق، صدر المجالس، وبهاء المدارس، قاضي الحضرة المنصورية، وصدر صدورها، وكان مرجوعاً إليه في الأحكام والآراء، مقدماً في الفضائل مشاراً إليه في العلماء، وهو أول من اشتهر من أهل بيته بالعلم، وكان الغالب عليهم التصدر لغيره، خرج إلى الإمام # من بلاد عنس، وبعد صحبته للإمام المنصور بالله لم يؤثر عنه المعاودة إلى بلاد عنس، وسكن المنظر، واستغل أموالاً بالسرّ من بني معمر، وكان يقف في المدرسة المنصورية ويلازم الحضرة، ولم يزل قاضياً للإمام المنصور بالله، إلى أن توفي، ولما نقل إلى جوار الله ولي القضاء ولده مسعود، وله شعر جيد يدل على مكان في الفضل، وله قصائد بليغة في مدح الإمام المنصور بالله والثناء عليه.
(٢) هو القاضي الأجل العالم، شرف الدين، إبراهيم بن أحمد بن أبي الأسد الفهمي، ممن وفد على الإمام مبايعاً ومناصراً، ولاة الإمام على القضاء، ولاه على القضاء وقبض الحقوق الواجبة في شظب.