السعي المشكور المشتمل على نوادر رسائل الإمام المنصور القسم الأول،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

الرسالة الأولى: الناصحة المشيرة في ترك الاعتراض على السيرة

صفحة 140 - الجزء 1

  سمعت دعوتك فأحببت أن تكون في رجل من قومي، فقال: «ليس على الرجل إثم - أو قال: عتب - إذا أحب قومه»⁣(⁣١) ولما جُرَّ عتبة بن ربيعة يوم بدر برجله وكان في القتلى تغير وجه ولده⁣(⁣٢)، فقال له رسول الله ÷ في ذلك، فقال: يا رسول الله كان عاقلاً، فقلت: ليت أنه أسلم.


(١) عن أنس: كنت أخدم النبي ÷ فقدم لرسول الله فرخ مشوي فقال: «اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير» قال: فقلت اللهم اجعله رجلاً من الأنصار؛ فجاء علي # فقلت: إن رسول الله ÷ على حاجة؛ ثم جاء، فقلت إن رسول الله ÷ على حاجة، ثم جاء فقال رسول الله: «افتح» فدخل فقال: «ما حبسك عليّ؟» فقال: إن هذا آخر ثلاث مرات يردني أنس يزعم أنك على حاجة؛ فقال رسول الله ÷: «ما حملك على ما صنعت؟» فقلت: يا رسول الله سمعت دعائك فأحببت أن يكون رجلاً من قومي؛ فقال رسول الله ÷: «إن الرجل قد يحب قومه» رواه الحاكم في المستدرك على الصحيحين (٣/ ١٤١) رقم (٤٦٥٠)، ثم قال الحاكم: وقد رواه عن أنس جماعة من الصحابة زيادة على ثلاثين نفساً ثم صحت الرواية عن أبي سعيد الخدري وسفينة، ورواه محمد بن سليمان الكوفي (٢/ ٤٨٨) رقم (٩٩٢)، وبطريق أخرى رقم (٩٩٣).

وأخرجه المؤيد بالله بسنده المعروف في الأمالي الصغرى (١١٣) الحديث الخامس والعشرين عن أبي الطفيل، عن علي في حديث المناشدة، وكذا أخرجه الخوارزمي عن أبي الطفيل كذلك.

(٢) هو أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي العبشمي، كان من السابقين إلى الإسلام، قال ابن إسحاق: أسلم بعد ثلاثة وأربعين إنساناً، وهاجر الهجرتين - هاجر إلى أرض الحبشة، وإلى المدينة -، وصلى إلى القبلتين، وكان من فضلاء الصحابة، جمع الله له الشرف والفضل، ولما هاجر إلى الحبشة عاد منها إلى مكة، فأقام مع رسول الله ÷ حتى هاجر إلى المدينة، وشهد المشاهد كلها مع رسول الله ÷، وكان طوالاً، حسن الوجه، استشهد يوم اليمامة سنة (١٢) ه، وهو بن ست وخمسين سنة.

=