السعي المشكور المشتمل على نوادر رسائل الإمام المنصور القسم الأول،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

الفصل الخامس

صفحة 150 - الجزء 1

  طريق أن من أهل هذا الغُرم من جاء نصيبه ثلثا دينار ونصف دينار، وفي بعض البلاد دينار، وأكثرها دون الاثنين، فإن هذا من ذلك.

  فأما معونة الغنم: فهي على النصف من المعتاد الأول، فالتفاوت ها هنا مجمع عليه.

  وأما أمر الخروص: فقد أمرنا بأخذ الخمس - عُشُر هو الواجب، وعُشُر معونة في الجهاد - وأردنا ذلك من قبل الأشراف ومن لا تحل له الزكاة، فجاءوا وشكوا - والغالب عليهم الشُّكَى، كما مثلناهم بعد الاختبار بالبعير الذي إن رَحَّلْتَه ثقيلاً عَقّ أو خفيفاً فكذلك، لو طرحت ثوبك أو حططت يدك فلا تدري ما الذي يؤنسه غير أن لا تقرب منه جملة، وقد قال الله تعالى في أموالهم: {إِنْ يَسْأَلْكُمُوهَا فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا وَيُخْرِجْ أَضْغَانَكُمْ ٣٧}⁣[محمد: ٣٧]، هذا أولئك، فكيف هؤلاء؟!.

  لما أَمرنا من يخرص عليهم شرطنا عليه أن من سأله العيار عاير له، وأمرنا معه تارة بشر بن أبي الغارات، وتارة محمد بن الحسن الرصاص كلاهما صالح فيما نعلمه، فكان لا يخرج من بلده حتى يراضي أهلها على ما يخرص فيها، فلما وقع الحصاد جاءوا وشكوا إلينا، ولم يحُل دونهم ما ذَكَر - أرشده الله - من الحجاب الغليظ، فسألناهم عن القصة فتظاهروا بشكوى الجور، فأمرنا معهم الصابر المحتسب، ذا العدل والإيمان، مرحب بن سلمان السهلي الحرازي⁣(⁣١) أيده الله، ليقاسمهم أو يعاير


(١) فخر الدين مرحب بن سلمان السهلي الزواحي الحرازي، من أهل الورع والدين والمتابعة والموالاة الصادقة للإمام المنصور بالله #، ومن الثقات المأمونين عند الإمام # وله مرتبة ودرجة رفيعة عنده، وله مواقف صادقة تدل على ولائه وإخلاصه، وكان أحد رسل الإمام # للمفاوضات والإصلاحات، ذكر له فِي السيرة المنصورية مواقف كثيرة، وكان قوي العزيمة، =