السعي المشكور المشتمل على نوادر رسائل الإمام المنصور القسم الأول،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

الفصل الخامس

صفحة 151 - الجزء 1

  لهم في مكان أو مكانين، فلما وصلوا بعض الطريق رجعوا مستقيلين، فوهبنا لهم بعضاً مما عندهم يسيراً، وعجبنا عجباً كثيراً؛ ولهذا وصل منهم شاكٍ إلى صعدة، وأظهر العَبْرَة والرعدة، فأمرنا معه بكتاب غليظ إلى العمال فيه إيعادهم بالنكال، فلما وصل عرضوا عليه أن يسامحوه على جميع ما أخذ ولا يقاسموه إلا فيما ضمه المدفن، فكره ذلك وعرض الجعل في متاركته على ما هو عليه، فقد تبين لك - أرشدك الله -، وعلينا عهدة هذا الكلام حتى ينتهي إلى الضرورة وأن الضرر المدفوع له أعظم من المدفوع به كثير.

  وأما ما ذكر من العمال، وتسميتهم بالخونة الأثمة، إلى ما جانس هذا من الألفاظ: فسيأتي الكلام عليه في باب العمال إن شاء الله؛ لأنه قد أفرده.

[جواز نهب وسبي بلد البغاة]

  وأما ما ذكر بعد ذلك: من نهب النساء والولدان والضعفاء، وسبي حريم المخالفين، وما ذكر من أخذ آلاتهم، إلى آخر الفصل.

  فليعلم - أرشده الله - أن بلد البغاة التي يغلبون عليها، ويظهر بغيهم فيها، يجوز نهب جميعهم فيها، كبارهم وصغارهم، وأيتامهم وأراملهم، ولا أرى سلب ما يواري النساء من الثياب، وأقول: إن ذلك عقوبة على المستحقين، ومحنة على الآخرين، يعيضهم عليها رب العالمين، إلا من أعلم من النساء أنها راضية بما فعل الباغون فإنها من الغابرين، وقد فعل الله سبحانه مثل ذلك في الأمم الماضين، وهو أقدر القادرين،


= شديد الشكيمة، مشهوراً بالشجاعة، وَلَمْ يزل مرابطاً ومجاهداً فِي سبيل الله وناصراً للإمام بقلبه ولسانه ويده حتى توفاه الله شهيداً فِي وقعة شبام فِي شهر رجب سنة ستمائة.