السعي المشكور المشتمل على نوادر رسائل الإمام المنصور القسم الأول،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[الجواب على الإعتراضات على السيرة]

صفحة 201 - الجزء 1

  ألسنة كثير من الشيعة - يا أهل الجباه السود من كثرة السجود - جعلوها نادرة، وهي مشهورة موجودة.

  وكونهم معتقدين لإمامة من ولاهم من بني العباس: لا يكون عذراً لهم في رفض الحق وأهله، لأن الاعتقاد لا يحسن بمجرد كونه اعتقاداً، لأن ذلك لو كان لحُسن اعتقاد اليهود والنصارى والمجوس والجبر والتشبيه، وذلك ما لم يقل به أحد، ولا جعله عذراً لهم في ترك النظر فما يجب عليهم من اعتقاد الحق، فقد حصل الدعوى لنا أولاً وآخراً ولبني العباس، فلم يسقط فرض إجابتنا استقرار أمرهم.

  وهل احتج أحد من آبائنا على أتباعهم إلا بالدعوة، وعرض نفسه لمن أراد المفاتشة والمجادلة والبصيرة في دينه، فلأولنا وآخرنا - ولله الحمد - بذلك الحجة البالغة على جميع الأمة.

  فأما أن نأتي إلى كل إنسان إلى منزله أو بلدته حتى نلزمه الحجة مشافهة، فذلك ما لم يقل به عاقل، لا عالم ولا جاهل، وإنما هذا - أيدك الله - اعتراض من يرمي السواد على غير سداد، محيصاً عن لوازم الحق وتعللاً، وفراراً من الرشد وتسللاً، اتخذه مِجنَّاً ممن ينكر عليه تخلفه عن الإمام لا يُجِنُّهُ من العقاب عند تهافت الأقدام، فنسأل الله الثبات في الأمر.

  قال أيده الله: وكذكلك فيمن كان غير مجيب لأنه يجوز أن يكونوا ناظرين في الإمامة، فلم يتبين لهم أنهم متمسكون بالباطل.