كتاب الأجوبة الكافية بالأدلة الوافية
  والجواب عن ذلك: أن ترك إجابة الدعوة هو نفس المعصية والتمسك بالباطل.
  كيف جعله أيده الله نفس العذر، ولهذا قال رسول الله ÷ «من سمع واعيتنا أهل البيت فلم يجبها كبه الله على منخريه في نار جهنم»، والناظر أيده الله إنما ينظر في عين الحادثة، والحادثة هاهنا هي دعوى هذا الشخص أن له على الجميع ولاية عامة، وأن من خالفه أو خذله أو ثبط عنه فهو هالك، شريك في دمه ودم أهل بيته، الذين هم أهل النبوة، وأتباعه الذين هم أعيان الأمة وخيارها، ولا بد للنظر من طريق، إذ النظر في غير طريق لا يولد علماً، ولا يثمر فائدة.
  وطريق العلم في هذه المسألة: هو الداعي في نفسه، ولو ساغ التوقف للنظر لشخص لساغ لشخص آخر، فكان لا يلزم أحداً إجابته، ولا يقطع بهلاك المتخلفين عن الأئمة، لتجوزنا أنهم ناظرون سنة وسنتين وثلاثاً، وحاجة الإمام من هذه الأوقات ساعة واحدة، وقد فارق روحه جسده، واستراحت المعطلة من صداعه، وهل هذا سؤال يتوجه لأهل العلم، أو يليق بأهل المعرفة؟!.
  وفي هذا سد باب القتال على الإمام بأن يجب عليه أن ينزل بأهل كل محلة، ويعرض عليهم المناظرة، ولم يقل بهذا أحد، ولا علم بمثله من السلف الصالح $، بل يقصدون دار المتخلف عن إجابة الدعوة بعد بلوغها بالحرب والمبادرة بعد الاستعانة بالله تعالى، وذلك معلوم ضرورة لمن عرف آثارهم، وتتبع سيرهم وأخبارهم.