السعي المشكور المشتمل على نوادر رسائل الإمام المنصور القسم الأول،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

وأما نسبه #:

صفحة 31 - الجزء 1

  العلم بهما، وكان يكالم من يغشاهم ممن ينتحل الدين، ويورد عليهم المسائل فيظهر فضله، وقصورهم عن مقاومته.

  قال: ولقد سمعته يقسم ما قعد في مجلس فيه لغو، ولا خاض فيما يستغنى عنه، حتى أن من يحب البطالة يصرف الناس عنه لأجل ذلك، حتى ضاقت عليه الحال، فانتقل عنهم، وأنشأ في مثل ذلك الشعر الرآي ثلاثين بيتاً.

  [كان # وهو بحجة ضَيَّقَ صدره ناس من الشيعة وصرفوا عنه الناس بكل ممكن، فضاقت عليه الحال، فانتقل عنهم وأنشأ قصيدة منها هذه الأبيات:

  جَاءَت فُطَيمَةُ والأَعيَانُ هَاجِعَةٌ ... فَالشَّمسُ طَالِعَةٌ وَالليلُ مُنْعَكِرُ

  جَاءَت فَجَلَّت ظَلاَمَ الليلِ طَلعَتُهَا ... فَقُلتُ ذا وَجهُ فَطَمٍ أَم هُو القَمَرُ

  أَهلاً بِهِ مِن حَبِيبٍ زَارَ مِن بَلَدٍ ... تَرَى بِهَا الوَردَ مِن أردَانِهَا عَطِرُ⁣(⁣١)

  عَانَقتُهُ وَمَززتُ الخَمرَ مِن فَمِهِ ... قَبلَ السَّلاَمِ فَأوهَى عِطفِيَ السَّكَرُ⁣(⁣٢)

  أَمسَى ضَجِيعِي وأَمسَى السَّيفُ شاهدنا ... شاهدنَا بأنَّهَا كَرَمَاً مَا حُلّتِ الأُزُرُ

  أَضحَى بِسَيفِيَ رِدعٌ مِن ذَوَائِبِهَا ... ومِن ذَوَائِبِهِ فِي جِسمِهَا أثَرُ⁣(⁣٣)

  أَرْخَتْ عَلَى المَتْنِ لَيلاً مِنْ ذَوَائِبِهَا ... وَأَقبَلَت بِنَهَارٍ لَيلُهُ شَعَرُ⁣(⁣٤)

  قَالَت عِتَابَاً عَلاَمَ الهَجرُ قُلتُ لَهَا ... يَا فَطْمُ إِنِّي عَدَانِي عنكُمُ السَّفَرُ⁣(⁣٥)


(١) الردن بالضم: أصل الكم، يقال: قميص واسع الردن، قال ابن سيدة: الردن مقدم كم القميص، وقيل هو أسفله، وقيل هو الكم كله، والجمع أردان وأردنه.

(٢) أوهى: أي أضعف. والعِطف: الجانب.

(٣) الردع: العنق والزعفران، أو لطخٌ منه، أو من أثر الدم، وأثر الطيب فِي الجسد كالرادع.

(٤) المتن: الظهر. شبه الذوائب بالليل لسواد الشعر.

(٥) في الديوان: إني عذابي منكم السهر.