[وجه تسمية دار الفسق دار حرب]
  ويبين لك أن اختلاف الأسماء لاختلاف المسميات، ويراد بذلك التمييز.
  وهي: لغوية وشرعية واصطلاحية.
[وجه تسمية دار الفسق دار حرب]
  وقد تقرر أن الإيمان والإسلام عندنا في الشرع يفيدان الإجلال والتعظيم والمدح، وأن وضعهما شرعاً يتعلق بأقوال وأفعال واعتقادات، وأن الحكم في الشرع للأغلب والأعم في تعلق الأحكام، كما فسر أهل الغريب في قول النبي ÷ في المسلم والكافر: (لا ترآءى ناراهما»، بأن ذلك يوجب تحريم السكنى في دار الحرب، من حيث إنه يخرج عن أحكام المسلمين في أكثر الأحوال، ولا يكون له بالإسلام حرمة أهل الإسلام في دارهم، وإنما نشير إشارات تفهمها لأنك من أهل العلم ولضيق الوقت.
  وقد ثبت أن الفاسقين تأويلاً وتصريحاً خرجوا عن حقيقة اسم المؤمنين واسم المسلمين، ولا حكم لاستعمال المجاز، لأنه يؤدي إلى أن الكافر الذي يصدق ببعض قول النبي ÷ يسمى مؤمناً لغة، وكذلك المشرك المصالح يسمى مسلماً لغة؛ لأن الإسلام أخذ في الأصل من المسالمة والموادعة، والإيمان من التصديق والموافقة.
  وقد علمنا أن ذلك لا يجوز، وهذا الاسم إضافي كما تعلم، فلا بد أن يكون في المضاف إليه حقيقة الإطلاق، ولا حقيقة هاهنا تقضي بأن أهل دار البغي مؤمنون ولا مسلمون، بل مجرمون حقيقة فاسقون، فسمينا كل أرض يغلبون عليها، وتنفذ فيها أحكامهم دار الفاسقين ودار المجرمين، ولم نَخَف أن تنقض ذلك علينا الأدلة والبراهين، وصار هذا الاسم لغوياً من حيث خروجهم عن أمر الله وهو فسق كما