[تشدد الأئمة على أهل المعاصي والفسق]
  فهذه رحمك الله إشارة كافية؛ لأن المذكورَين وإن لم نُلحقهما بأهل السبق فهما عندنا قدوة، كما نقول في عبد الله بن الحسن، وجعفر بن محمد، وعلي بن الحسين، وأحمد بن عيسى، وأمثالهم من أهل البيت $.
  فإذا كان هذا قولهم فيمن ترك شيئاً كما ترى مما طريقه الاجتهاد فكيف ينبغي لأحد من أهل العلم أن يستعظم شيئاً مما ذكرنا من أهل البغي والفساد.
  ومما يشاكل ما ذكرناه من سلفنا الصالح $: الرواية عنه | أنه ركب يوماً بآمل فمر بموضع وقد كتب على جدار في أيام المسودة: القرآن غير مخلوق، ومن قال إنه مخلوق فهو كافر، فوقف قليلاً ينظر إليها شزراً، وَمَرَّ، وفطن أهل المحلة فذهبوا فحكًّوا ذلك، ورجع الداعي من تلك الطريق وكانت عادته جارية بالرجوع من طريق آخر، فلما وصل ذلك المكان نظر فإذا الخطوط محكوكة فقال: نجوا والله من القتل، ومضى.
  وسمعت هذه الرواية من أصحابنا في زمن الدرس بلفظ آخر: أنه أقسم لو رجعت وهي باقية لا تركت في هذه المحلة إلا أطفالها.
  فهؤلاء أيدك الله المتمكنون من أهل البيت $ من التصرف في الأعمال، ومعاشرة ضلال هذه الأمة.
  فأما سائر أهل البيت $ فلم يتمكنوا من هذا الأمر ولا من التصرف فيه، وإن علقت عنهم مسائل فعلى قدر ما تقتضيه الحال ويوجبه الوقت، وربما يوجب النظر الموفق أن يلطفوا القول فيما يجوز تلطيفه لئلا تنفر الأمة الضالة عن رشدها، التاركة لهداتها من عترة نبيها عليه وعليهم السلام، وإن تكلموا في أمر البغاة