[الاحتجاج بأفعال الأئمة في دار الفسق]
  أما مرادنا بآبائنا في هذه اللفظة: فإنا قصدنا به القائمين من ولد القاسم بن إبراهيم #، كالهادي # وولده الناصر #، وهم آباؤنا لغة وشرعاً:
  أما اللغة: فقول الفرزدق:
  أولئك آبائي فجئني بمثلهم ... إذا جمعتنا يا جرير المجامع
  وذكر بني دارم ودهماً وهم عمومته.
  وأما الشرع: فقوله تعالى: {وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ}[يوسف: ٣٨]، فجعل العم أباً.
  وهذه المدن الكبار والأمصار العظام شاهدنا بعضها وأُخبرنا عن بعضها:
  فأما الذي شاهدنا: فمدينة باري، وهي مدينة كبيرة واسعة متباعدة الأطراف في بلد الجَبَر، أبادها الناصر # هدماً وحريقاً، فهي اليوم خاوية، فما ترى لهم من باقية، إلا أن بعض أقطارها قد جدد فيه منازل قليلة، ومن الأشياء ما يُعلم ضرورة، منها هذا، لأن مثل ذلك لا يتعرى عن دور المستضعفين واليتامى، ولا ينكر ذلك من أنصف، وكذلك مدينة وادي الكلايج خالية إلى الآن إلا أن الزرع بها قد أثير لما ظهر أمرنا في تلك الجهات.
  ومنها مدينة قُطابة.
  وأما الأمصار: فبلد قدم، دخلها عموماً، ونهبها عموماً، ولم يميز.
  فأما نهبه لها فنعلمه ضرورة، كما تعلمون في تلك الجهات حرب الهادي # للربيعة من نقل أهل البلاد.