[ذكر الإمامين الأخوين المؤيد بالله وأبي طالب @]
  ومنهم من يرى بذلك وهم من ذكرناه، مثل الهادي #، وولده الناصر، والناصر أبو الفتح بن الحسين الديلمي $، فإنه أخذ قرية مجز ونهب ما فيها، وأحمد بن سليمان أخذ غيل جلاجل $، وإنما نذكرهم قوة للأمر واستظهاراً، وإلا فلو قال جميع من ذكر بخلاف ما ذكرنا، ورأينا رأينا هذا قلنا، وأمنا من الإجماع.
  وكان أكثر ما يقال في ذلك: إنا لم نجده قولاً لأحد.
  فنقول: إن الذي لم تجدوا أكثر مما وجدتم - أيدكم الله - ولا يمنع من إحداث القول إلا الإجماع، والطريق إلى معرفته ما قدمناه، وهي لا توجد فيما ذكرناه، وأول ذكر الاختلاف في هذه المسألة في أيام افتراق العترة $ كما قدمنا، ومن أين الطريق لنا إلى العلم بقول كل واحد منهم - والحال هذه -، وسكوته لا يولد لنا حكماً، ولا يعرفنا له قولاً؛ لأن من الجائز أن يكون عنده غير ما ظهر، ولا يظهره لعلمه أن قول غيره - وإن خالف اجتهاده في هذه المسألة - حق، أو لا تخطر له تلك المسألة ببال، أو تخطر بباله ولا يظهر القول فيها لبعض الأعذار، فقد كانوا معرضين للأعذار، ولكتمان الأنساب، وبعض الأقوال.
  وأما قولنا: هو قول آبائنا - يعني قولنا: قلنا: في ذلك مجال وسيع، وميدان رحيب - وفيه قرينة حال، وهو قولنا: افتتح المدائن الكبار والأمصار العظام، نعني بهم من عينا، مثل الناصر بن الهادي، وأبي الفتح، وأحمد بن سليمان $.
[ذكر الإمامين الأخوين المؤيد بالله وأبي طالب @]
  وأما ما ذكر من أن الذي ظهر عنده من أقوالهم ووجده في كتبهم، إلى آخر الفصل، ثم روى بعد ذلك ما ذكره الشيخ علي خليل عن المؤيد بالله قدس الله روحه.