السعي المشكور المشتمل على نوادر رسائل الإمام المنصور القسم الأول،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر الإمامين الأخوين المؤيد بالله وأبي طالب @]

صفحة 324 - الجزء 1

  ولسنا نشك في علمه ومعرفته، وجودة نظره وفصاحته، واستحقاقه للأمر سلام الله عليه ورضوانه، وأنه أوحد دهره، وفريد عصره، وإمام زمانه، قام بالديلم وبايعه الخلق، وبث الدعاة في الآفاق، ولم تطل مدته، ولا بلغ أمله، توفي في يوم الأحد يوم عرفة، ودفن يوم الاثنين، يوم العيد، سنة إحدى وعشرين وأربعمائة، وله نيف وسبعون سنة.

  وقام بعده بالأمر أخوه أبو طالب، الناطق بالحق، وبويع له ودعا إلى نفسه، ومات بعد أخيه بأشهر، ببلاد الديلم أيضاً سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة، وله نيف وثمانون سنة.

  وكلامنا هذا يبين لك أنهم لم يفتحوا مدناً كباراً، ولا أمصاراً عظاماً سلام الله عليهم، لا لكلالٍ في حدهم، بل لاعتراض الدهر وأهله عليهم، وإنما فتحها من عينا من آبائنا كالناصر بن الهادي #، ومن بعده فليصرف الخطاب إليهم.

  فإن قيل: لم قلت من آبائنا وهو يفيد البعض.

  قلنا: ذلك جائز كما قدمنا، وقد أطلق المؤيد بالله # أن هذا قول السلف، أو فعل سلفنا، وإن كان لا يعلم عمومه، وهو صادق في قوله.

  فأما ما ذكر من أنه لا خلاف في أن أموال البغاة التي لم يجلبوا بها إلى المسلمين لا تغنم، ولا سبيل عليها، وأنهم لا يُسْبَون:

  فمن هذا ما يسلم، ومنه ما لا يسلم:

  أما ما يُسَلَّم: فهو أنه لا يجوز سبيهم، وهذا هو الحكم الذي فارقت فيه دار الفسق دار الحرب.

  فأما أن أموالهم لا تغنم: فهو موضع الخلاف، وهي عندنا تتغنم كما ذكرنا أولاً وآخراً.