السعي المشكور المشتمل على نوادر رسائل الإمام المنصور القسم الأول،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[الشرب من ماء الطهور ومن الآنية المستخدمة]

صفحة 349 - الجزء 1

  ÷ فقال: «ما لك يا حذيفة؟»، فقال: إني جنب، فقال: «أبرز ذراعك، فإن المسلم ليس بنجس» ثم وضع يده على ذراعه وإنها لرطبة، هذا رويناه من طريق الإمام المتوكل على الله #(⁣١).

  وروينا من طريق أحمد بن عيسى قدس الله روحه أنه تم إلى المسجد فصلى ولم يغسل يداً ولم يحدث وضوءاً⁣(⁣٢).

  فإن قال قائل: إن منزلة حذيفة كانت عظيمة.

  ففي مقابلتها ما لا يقاومها شيء، وهو مكان رسول الله ÷، وأقل أحوال أدناكم من أعلاكم أن ينزل منه منزلة حذيفة من رسول الله ÷، ولا يكون ذلك والشك في حالة أدنى المسلمين مع الإمام، هل يكون كذلك أم لا؟! وإن كان لا يعلم أحوال المنازل مفصلة إلا الله تعالى.

[الشرب من ماء الطهور ومن الآنية المستخدمة]

  وكذلك فإنه بلغنا أن العادة قد جرت في تلك الناحية بأن الطهور لا يشرب منه أبداً، وأن الإنسان لا يشرب من مشعل أخيه، ثم استمر هذا الحال حتى صار خلافه للآنس به منكراً تنفر عنه النفوس، وصار من لا يمنع أخاه الشرب من آلة طهوره معدوداً في جملة المقصرين، والشرع - عصمنا الله وإياكم - لم ينسخ منه بعد


(١) رواه في مجموع الإمام زيد بن علي #، وأمالي أحمد بن عيسى المسمى رأب الصدع (١/ ١١٩)، باب مصافحة الجنب، رقم (١٣٩)، وفي الجامع الكافي، وفي شرح التجريد (١/ ١٢)، والإمام أحمد بن سليمان في أصول الأحكام - كتاب الطهارة، باب المياه (١/ ٩) رقم (١٨).

(٢) رأب الصدع إلى أمالي أحمد بن عيسى (١/ ١١٩).