السعي المشكور المشتمل على نوادر رسائل الإمام المنصور القسم الأول،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

كتاب تحفة الإخوان

صفحة 360 - الجزء 1

  وكذلك روينا عن أبي أمامة عن رسول الله ÷ أنه قال: «من أحب لله، وأبغض لله، وأعطى لله، ومنع لله [فقد استكمل الإيمان]»⁣(⁣١)، والإعطاء لله يتعلق بالصالحين، والمنع يتعلق بالفاسقين، لا خلاف في ذلك.

  وروينا عن أمير المؤمنين #، عن رسول الله ÷ أنه قال: لما نزلت هذه الآية: {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ٢٨}⁣[الرعد: ٢٨]: «ذلك من أحب الله ورسوله، وأحب أهل بيتي صادقاً غير كاذب، وأحب المؤمنين شاهداً أو غائباً، ألا بذكر الله فتحابوا»⁣(⁣٢)، فلم يشرط علينا في المحبة إلا الاجتماع على المعرفة بالله سبحانه ورسوله وحق أهل بيته وحق المؤمنين، والمعرفة تتفاضل، على ما ذلك مقرر في كتب الكلام، مشهور عند أهل المعرفة منكم، فمنها الجملية ومنها التفصيلية، ولكل تكليف، خلافاً لما ذهب إليه المطرفية.

  فالمعرفة بالله تتضمن المعرفة بذلك وصفاته وما يجوز عليه وما لا يجوز وأفعاله وأحكام أفعاله؛ لأنك تحب من يهديك لا من يغويك، ومن يثيبك على الحسن لا من يعاقبك عليه، ومن يوصف بصفات الكمال لا من يوصف بصفات النقص.

  والمعرفة برسول الله ÷ تتضمن المعرفة بالنبوة وأدلتها وتوابعها من الشرائع والصفات والأحكام.


(١) أمالي أبي طالب، الباب الخامس والثلاثين، الترغيب في الحب في الله، ورواه من طريق أخرى في الأمالي بسنده عن سهل بن معاذٍ الجهني، عن أبيه، وكانت له صحبةٌ قال: قال رسول الله ÷: «من أحب في الله، وأبغض في الله، وأعطى في الله، ومنع في الله، وأنكح في الله فقد استكمل الإيمان».

(٢) أمالي أبي طالب، الباب الخامس والثلاثين، الترغيب في الحب في الله.