[أبيات للإمام # ختم بها الكتاب]
  ومعنى عزت الرياح: غلبت الرياح، وكذلك شكرت في القحط والشدة، ومن ذلك قوله سبحانه: {وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ ٢٣}[ص: ٢٣]، معناه: غلبني، والله أعلم.
  فتأملوا رحمكم الله وهداكم، وحاطكم وتولاكم ما ذكرنا لكم، وشرحناه عليكم، بعيون البصائر، لتكونوا بتوفيق الله وعونه ممن إذا ذُكِّر ذَكَر، وإذا أعطي شكر، ونعوذ بالله عليكم ولكم أن تكونوا من الذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون، ولا من الذين إذا قيل لهم اتقوا الله أخذتهم العزة بالإثم، ولستم بتوفيق الله كهم فالحمد لله رب العالمين.
  وقد كنا نتوسم المطالعة لحرصهم في هذا الشأن قبل هذ الأوان، وألحقناه بباب المندوب، وكثرت الأشغال بأمور نفوسنا التي لنا بتفقد مساويها ومناقصها ما لم نتمكن معه من الالتفات إلى أمر غيرنا، حتى بلغنا التمادي في ذلك والاستمرار عليه وتقوي الدواعي إليه، وعددناهم من جملة لنفوس التي يعنينا شأنها، وإن كنا في إساءتها وإحسانها من حيث إنهم ثقات أنفسنا، ووجوه شيعتنا، ونحن منهم وهم منا، كما روينا عن خيرة الله جدنا محمد ÷ أنه قال في خبر طويل حاكياً عن ربه: «أنت شجرة، وعلي أغصانها، وفاطمة ورقها، والحسن والحسين ثمارها، خلقتكم من طينة عليين، وخلقت شيعتكم منكم، إنهم لو ضربوا على أعناقهم بالسيوف ما ازدادوا لكم إلا حباً»، فصرتم بذلك منا وإلينا، وصار حقكم على الحقيقة واجباً علينا، نفعنا الله وإياكم بصالح الأعمال، وصلى الله على محمد وآله وسلم.
[أبيات للإمام # ختم بها الكتاب]
  خذوها وأفواه اليقين عذاب ... يدل عليها سنة وكتاب
  محكمة تزور عن غير أهلها ... وإن منحوها ودهم وأهابوا