جواب مسائل من بعض أهل صنعاء
  فاسق، ومن المعلوم أن الساكن مع الظالمين أكثر مضرة وأنفع للفاسقين، وأقبح حالة وأشنع جرماً من الخاذلين، فكيف يستقيم السؤال والصورة هذه؟!.
  وأما ما عمره أهل الفرق الكفرية، فهو من المساجد الضرارية.
  وما بناه المسلمون في دار الإسلام وقت ظهور الإسلام فله حرمة المساجد وتصح عليه الوقوف.
  وما بني في وقت ظهور كلمة الكفر فلا حكم له ويلحق بالضرارية، وإن بناه من له قصد صحيح؛ لغلبة حكم الدار، والحكم للغلبة كما قدمنا.
  وما غلب عليه المسلمون وإن كان فيها الكافرون يظهرون كفرهم إذا كانت يد الإسلام قاهرة عليهم، كما نعلم في اليهود والنصارى، ومن جانسهم فهي دار إسلام.
  وقوله: هل يترحم على من مات من الصلحاء؟
  سؤال مختل؛ لأنهم إن ساكنوا الكافرين أو لم يهاجروا إلى الإمام في أيامه، وكانوا مع الفاسقين فإنهم يخرجون بحكم الله تعالى من الصالحين، فلا يتحقق السؤال والحال هذه، بل يكون أهون أحكامهم الفسق، وأغلظه الكفر، وكذلك الأحياء ممن سكن المدينة إن كان في حال الغالب عليها الكفر بجبر أو باطن، فحكمهم أحكام الكافرين، وإن كان الغالب عليها الفسق فحكمهم في أيام الإمام حكم الفاسقين، وفي غير أيامه حكمهم حكم الصالحين، إلا أن يغلب في الظن أنهم مع انفصالهم عنها يكونون أقرب إلى فعل الطاعات، وترك المقبحات، فالخروج عنها واجب عليهم في وقت الإمام وغير وقته، ويفسق من لا يخرج، وإن كان ظاهره الصلاح بالدرس في العدل والتوحيد.
  ومن قال: لا هجرة بعد الفتح، واعتقد بذلك نفي الهجرة عن المعاصي وإلى الإمام، فهو من أجهل الجاهلين، وأذهل الذاهلين، إنما كان من لم يهاجر إلى رسول