جواب مسائل من بعض أهل صنعاء
  وأما الحديث المروي عن الشيخ حنظلة | فهو خبر صحيح، ولكن الإسلام له حدود وشروط:
  منها: مباينة الظالمين، ومفارقة لآثمين.
  وأما السبب المخرج من الإسلام فهو الركون إلى الظالمين، ومساكنة الآثمين، وترك إجابة الواعية، والصمم عن الداعية، وخذلان إمام المسلمين، وتكثير سواد المجرمين.
  فإن قلت: ولم تصح لي إمامة الإمام، قال الذين يعتقدون إمامته: قد صح لنا كفرك مع الكافرين، أو فسقك لتخلفك عن المسلمين، واتباع غير سبيل المؤمنين، فإن لم يقبل واحد منك ومنهم حجة صاحبه، كان الحَكَمُ الله سبحانه في مقام لا يُمَكَّن فيه اللَّاوي من اللَّي، ولا يصوغ للألد اللدد، فمن فُلج بان خساره، وظهر بواره، وعدم أنصاره، وبهضته أوزاره.
  وأما باب التوبة:
  فهو مفتوح ولله الحمد على ذلك، ونسأله أن يجعلها خاتمة أعمالنا، وقرينة آجالنا، وكافة الأولياء، ونصلي على النبي وآله.
  وأما ترك جوابك - لو ترك -:
  فليس ذلك لاستصغار حال، ولا فترة ملال، ولكن للعلم أن أهل الإسلام على رجلين في الفقهيات: مقلد، ومجتهد، فالمقلد فرضه التقليد، والإمام أولى بالتقليد، فأكبر برهان لك في جواز ما تفعل أو تترك: أن تفعل المفعول للإمام، أو تترك المتروك، فيقال لك: لم جاز ذلك؟ فتقول: فعله الإمام، ولا يلزم الإمام أن يبين لك وجه ذلك.