السعي المشكور المشتمل على نوادر رسائل الإمام المنصور القسم الأول،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

كتاب الدعوة الشريفة المنصورية العامة

صفحة 445 - الجزء 1

  دعوناكم إلى ذلك حتى استحققنا رتبة الزعامة، ودرجة الإمامة، وشهد بذلك أكابر العترة الفضلاء، عليهم سلام الملك الأعلى، ومهما جهلتم من الأمور فلن تجهلوا أمر ركني هذا الدين، وعمودي هذه الملة، وسيفي العترة الطاهرة، الصابرين المحتسبين، السابقين المقربين، اللذين شهد بفضلهما المخالف اضطراراً، والموالف اختياراً:

  وكيف يصح في الأذهان شيء ... إذا احتاج النهار إلى دليل

  ثم هاهما قد أديا بيعتهما طائعين، وإلى الله تعالى بذلك متقربين، يريدان بذلك تجديد رسوم السنة، ولابسين من طاعة الله بهذه البيعة أستر لباس وأوقى جُنة، وإحياء محكم الكتاب والتزاماً بأمر رب الأرباب، قال الله تعالى فيما توجه لنا من الحق على ذوي الألباب: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ}⁣[النساء: ٥٩]، فكيف يجوز لمسلم أن يختار لنفسه غير اختيارهما، أو يتوهم أن نظره للأمة أفضل من نظرهما، وهما ممن يستغنى بالإشارة في أمرهما، لعلو قدرهما، لكنا نذكرهما تبركًا بتسميتهما وذكرهما، وهما يحيى ومحمد ابنا أحمد بن يحيى بن يحيى بن الناصر بن الهادي إلى الحق #، وتبعهما على ذلك أفاضل العترة الطاهرة، وأخيار العلماء، عليهم رضوان رب السماء، فهل يسع بعد ذلك مسلماً يؤمن بالمعاد، أن يسوغ بالأماني عناً تخلفاً، فيأكل كفيه تأسفاً، ويقطع أنفاسه تلهفاً، حين لا تفيد الندامة، ولا يجد طريقاً إلى سبيل السلامة، قال الله تعالى: {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ}⁣[التوبة: ٤١]، ولا تقولوا كما قال قوم موسى لموسى: {فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ ٢٤}⁣[المائدة: ٢٤].

  واعلموا أن حق الله يترتب عليكم على قدر منازلكم - والجميع غير معذور -: