السعي المشكور المشتمل على نوادر رسائل الإمام المنصور القسم الأول،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

كتاب الدعوة الشريفة المنصورية العامة

صفحة 447 - الجزء 1

  الله متنكباً طريق التحريف: لإن أقبلتم إلى دين الله، وأجبتم داعي الله، لأحملنكم على المحجة الوسطى، ولا عدلت بكم عن منهاج رسول الله صلى الله عليه وعلى آله قيد الشعرة، ولا أستثني إلا مشيئة الله تعالى وتسديده، وعونه وتأييده، ولأعرفنكم أحكاماً طامسة من أحكام النبوة، قد جهلها كثير من العلماء، لتظاهر دول الجور وقوة سطوة الجائرين، ولأكونن إن شاء الله تعالى لليتيم كالأب الرحيم، وللأرملة كالزوج الشفيق، ولا عال منكم مسلم، ولا اضطهد معاهد، وكيف نضن عليكم بما جعل الله لكم، من علم خاصكم وعامكم، أنه لا يضن على أحد من ضعفة المؤمنين وسائر المسلمين بمضنون ماله، وتراث أبيه وكسب يده وأيدي المسلمين في ماله، شرع واحد، شهد بذلك المشاهد مشاهدة، والمتباعد خبراً متواتراً، ونقلاً ظاهراً، فلا تهملوا ضالتكم الثمينة نائية، وأقبلوا بقلوب صافية، وأفئدة على عترة نبيكم حانية، فنحن آل محمد نجاة كل مؤمن ومؤمنة، بنا ينفي الله تعالى ربق الذل عن أعناقكم، وبنا يفتح ويختم لا بكم، فلا تَلْقَوا الحق بوجوه باسرة، وقلوب نافرة، فتصبح صفقتكم خاسرة، وتجارتكم بائرة، وقد أكرمكم من خلقكم عبيداً، لا تستطيعون في خلقكم نقصاً ولا مزيداً، ثم صيركم بعد ذلك له جنوداً، ومعالم دينكم له حدوداً، فاقبلوا ما منحكم من الفضيلة الجليلة، وجنبكم من الدنية والرذيلة، وسنوا رحمكم الله سيوفكم سناً رقيقاً، وأمهوها أمهاً عتيقاً، فإن الشيطان لا يخفض لكم جناح الذلة، ويتنكب الفساد في الملة، حتى تصب المواضي على هامات جنوده صباً، وتفض بيضة سلطانه غصباً.