السعي المشكور المشتمل على نوادر رسائل الإمام المنصور القسم الأول،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

وقال # في دعوته إلى الشيعة وهي تأكيد الحجة:

صفحة 461 - الجزء 1

  أيها الناس: إن كتابي هذا إليكم تأكيد لحجة الله تعالى عليكم، وإلا فالدعوة قد بلغتكم، والواعية قد قرعت أسماعكم، فما أقوى قلوبكم على معصية ربكم، وأشد جرأتكم على خلاف خالقكم، أما دين يمنعكم، ولا حمية تردعكم، ألم تسمعوا قول رسول الله ÷ «من سمع واعيتنا أهل البيت فلم يجبها كبه الله على منخريه في نار جهنم».

  يا أصحاب الجباه السود، من كثرة السجود، خصوصاً دون الناس همود، أتظنون أن عبادكتم تعصمكم من النار، إذا خذلتم عترة نبيكم المختار، ÷ الأخيار، ألم تسمعوا قول نبيكم ÷ «حرمت الجنة على من أبغض أهل بيتي، وعلى من حاربهم، وعلى المعين عليهم، أولئك لا خلاق لهم في الآخرة، ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم»، أتدرون من المعين عليهم - إن كنتم تعلمون -: ألا إنه الخاذل لهم، المتخلف عن داعيهم، الطالب العلل بتخلفه عنهم، الطاعن عليهم بلسانه، المستعين على تشتيت أمرهم بتجميع أعوانه، فانظروا رحمكم الله لأنفسكم نظراً مخَلِّصاً، فإنكم تنتهون إلى مقام لا تقبل فيه الفدية، ولا تنفع المعذرة.

  يا معشر الفقهاء ويا أهل الحجا: أنا حجة الله تعالى عليكم، وعلى جميع أهل الأرض من غيركم، معروف النشأة، طاهر الميلاد، كريم الآباء والأجداد، والله فقد قلتُ والله - حلفة غير آثمة -: ما أعلم بيني وبين جدي رسول الله ÷ رجلاً من غير أهل الجنة، إنما هم بين سابق ومقتصد، ولا أعلم من الأمهات إلا من هو سالك نهج السلامة، معروف بالجلالة والكرامة، ولا فعلت قبيحاً في سر ولا جهر أعلمه قبيحاً، ولا أكلت حراماً أعلمه حراماً، ولا طأطأت رأسي في مقام يجب عليّ فيه رفعه لله، وإني لشديد الغضب لدين الله، والأنفة على ملة رسول الله ÷،