السعي المشكور المشتمل على نوادر رسائل الإمام المنصور القسم الأول،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

وأما الكرامات المشهورة الظاهرة

صفحة 52 - الجزء 1

  قوس قزح، شاهدها خلق كثير من أهل صنعاء، ونطق لنا بذلك الشيخ حميدان بن أحمد بن شبعان.

  ومنها: مجيء فرسيه # في تلك الليلة وعليهما العدة والسلاح من قدام المسجد الجامع يتلو أحدهما الآخر، من غير قائد ولا سائق في أزقة مختلفة إلى جهات مختلفة، حتى أتيا الشارع الذي فيه الدار التي كان فيها #، ولم يدخلا صنعاء قبلها؛ إذ هما من خيل نجد، وهما معه منذ قيامه.

  ومنها: فتح ذمار وبها ستمائة فارس من شجعان الجند، وما رماهم الله به من الخذلان، وتفريق الشمل، وروى الشيخ مرحب بن سلمان |، عن جماعة كثير من أهل ذمار ومن الجند فيها: أنهم شاهدوا عساكر من خيل ورجال سدت عليهم الآفاق، وريحاً عظيمة كفت وجوههم وأبصارهم، حتى منعتهم من التصرف في القتال، وأنهم يريدون الرمي بالنشاب فتتساقط من أيديهم، وربما يتفقأ وينكسر، قال: وكانت خيل الإمام # يومئذ العربية نيفاً وعشرين، والغزية ما يبلغ مائة، وكان من أسرهم وتغنم الأموال الجليلة ما هو مذكور في السيرة الشريفة.

  ومنها: الماء الذي وقع عليه عسكر الإمام # في غزاة حرض وقد أشفوا على الهلاك من السموم والظمأ، وقد مال بهم الليل عن الطريق فوجدوا ذلك الماء ولم يكن معهوداً هنالك ولا به أثر مطر، ولا نهر جاري.

  ومنها: في غزاة نجران وقد أصاب العسكر عطش عظيم وسموم، حتى صار بعضهم صرعى تحت الشجر، فأنزل الله تعالى عليهم مطراً في غير وقته من غير سيل ما كفاهم فشربوا واستراحوا، واستمروا في طريقهم حتى استظهروا على عدوهم.