السعي المشكور المشتمل على نوادر رسائل الإمام المنصور القسم الأول،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[كتاب الإمام (ع) إلى وردسار ومن معه في المحالب يدعوهم إلى الطاعة]

صفحة 495 - الجزء 1

  مرحوماً، لا تستقيم على حال، نهاية شبابها الهرم، ونهاية صحتها السقم، ونهاية غناها الفقر، بينا الساكن إليها صاحب القصر، إذ قيل هو صاحب القبر، تأكل الدود لحمه، ويمص الثرى صديده، وخلي بينه وبين عمله، {فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ ٨٩ وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ ٩٠ فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ ٩١ وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ ٩٢ فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ ٩٣ وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ ٩٤}⁣[الواقعة]، {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ ٥٠ وَلَا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ ٥١}⁣[الذاريات].

  واعلموا أنا وإياكم بقية من كان أطول منا أعماراً، وأعظم آثاراً، أنزلوا الدنيا أي نزول، وتعبدوا لها أي تعبد، فهل بلغكم أنها سمحت لهم بل رمتهم بالمصائب، ودهمتهم بالنوائب، وهل أعقبتهم إلا النار، وهل أورثتهم إلا الدمار، وقد كانت الدعوة⁣(⁣١) طرقت أسماعكم فما كان الباعث لنا لهذا الكتاب إلا كتاب الأمير المكين وردسار إلى السلطان المكين هلدري بن أحمد المرواني تولى الله تثبيته، ودعاه إلى طاعة السلطان، فأمر بهذا الكتاب تأكيداً للحجة، وإعذاراً وإنذاراً إليكم، ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حيي عن بينة وإن الله لسميع عليم، فإن قبلتم النصح سعدتم، ورشدتم، وإن كرهتم لم تضروا إلا أنفسكم، يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم، ومن لا يجب داعي الله فليس بمعجز في الأرض، وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب، فهلم تولى الله إرشادكم


(١) في النسخة الأصلية من السيرة، انتهت الصفحة بهذه الكلمة، وقد عثرنا بحمد الله على بقية رسالة الإمام إلى وردسار ومن معه، وأثبتنا البتر الموجود في هذه الطبعة الثانية.