[كتاب الإمام (ع) إلى وردسار ومن معه في المحالب يدعوهم إلى الطاعة]
  الله عليه وآله يقول: «ذخرت شفاعت لثلاثة من أمتي: رجل أحب أهل بيتي بقلبه ولسانه، ورجل قضى لهم حوائجهم لما احتاجوا إليه، ورجل ضارب بين أيديهم بسيفه»، ولو أردنا وضع السيف لوضعناه، ومن لم يكابر عرف الصنع.
  وإنا أمرنا من يحفظكم من العرب حتى بلغتم مأمنكم، ثم قلبتم لنا ظهر المجنّ، وأوقدتم نار الفتن، وسننتم سنن البغي، واستخففتم بشرع الرسول ÷، نخربُ بيوت الخمر فتعمرونها، وننفس أرباب الفساد فتؤونهم، وتقطعون ما أمر الله به أن يوصل، وتصلون ما أمر الله به أن يقطع من أعداد فئتكم.
  ومن لنا بمن يعلم فنعلمه قصة من يعلم، هذا الشافع محمد بن إدريس القرشي كان داعياً ليحيى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب #، وهو القائل:
  يا راكباً قف بالمحصب من منى ... واهتف بواقف خيفها والناهض
  سحراً إذا فاض الحجيج إلى منى ... زمراً كملتكم الفرات الفائض
  قف ثم ناد بأنني لمحمد ... ووصيه وابنيه لست بباغض
  إن كان رفضاً حب آل محمد ... فليشهد الثقلان أني رافضي
  ومن قوله:
  إذا كان ذنباً حبُّ آل محمد ... فذالك ذنب لست عنه أتوبُ
  وقام على بني العباس مع القائم منا سلام الله عليه، وهم أحمد عصراً من زماننا هذا، وللإسلام حشمة، وهو غَضّ، فكيف في زماننا هذا.