وأما الكرامات المشهورة الظاهرة
  وبالقرب منه كلبة رابظة، يجوز عليها الصغير والكبير والغريب والأهيل، فلا تعدو لأحد بشر، فلما استقر في مجلسه وثبت عليه خاصة دون الناس، فوضعت يديها على كتفيه وهرت في وجهه، واستخرجت لسانه من بين أضراسه فشدختها بأنيابها، وأغار الناس عليه وقد تركته عبرة يلوك لسانه في فيه، فحملوه ولبث مدة عليلاً يتململ على فراشه من شدة الألم، ولا يسيغ المعاش حتى عاف الناس قربه، ونفروا عن مجالسته، وتأذوا من نتن رائحته، فلم يعتبر وناظر بعد أن عوفي، على أن الله تعالى يساوي بين النبي واليهودي، وأنه ما اختص نبيه ÷ بفضل ولا اجتباه لرسالة، حكى المناظرة عنه الشريف الفضل بن علي العباسي، فلما صح ذلك للإمام # أمر بضرب عنقه - لا | -، وذكر قصته مع الكلبة حسن بن عزوي(١) العصيفري في أبيات، وقد شاع ذلك في الآفاق قال:
  اسمع أمير المؤمنين قضية ... أضحى بفضلك ذكرها مشهورا
  أنبيت بالراسين كلباً مسلماً ... سميته لوداده قطميرا
  سمع الذي أطرى عليك بسبه ... فجرى يعض لسانه تحذيرا
  ها تلك معجزة غدا لك ذكرها ... في بطن كل صحيفة مسطورا
  ومنها: ما رواه الأمير تاج الدين أحمد بن محمد بن الهادي # أن رجلاً من خولان من بني ريامة، يقال له حسن بن خليد، وكان ينتحل مذهب الجبر، وهو شاك في الإمام #، وكان مسكنه بوادي ضمد، فأتاه سيل عظيم من أعلى
(١) الحسن بن عزوي العصيفري، الفقيه البليغ فصيح آل محمد، كان عالماً فاضلاً، من بيت علم معمور بالخير حميري النسب شيعي الحسب، ومسكن أهل هذا البيت بميتك بنواحي عفار، وأكثر شعره | في نصرة الإسلام وتهييج أرباب الحق، وكان شعره واضح المعاني فصيح المباني.