وأما الكرامات المشهورة الظاهرة
  الوادي مفاجأه، فأيقن بالهلاك ويئس من الحياة، فقال في نفسه: اللهم إن كان عبدالله بن حمزة إمام حق فسلمنا من هذا السيل، فسلموا وما لحقهم منه مضرة، قال: وغزاهم قوم فأخذوا أموالهم بأسرها، وصدروا بها ففزعوا في أثرها فضلوا عن الطريق التي سلكها المال، فقال: اللهم إن كان عبدالله بن حمزة إمام حق فرد علينا مالنا وظفِّرنا واهدنا إليه، فظفروا بأموالهم واسترجعوها، فأيقن ودخل في الطاعة، وتاب إلى الله تعالى، ومات على التوبة، وكان كبيراً في قومه، مقدماً في عشيرته.
  ومنها: ما رواه عثمان بن علي بن عثمان الحجاجي قال: صحبت رجلاً من المطرفية يقال له منصور بن محمد الخليفة في الرحبة من أعمال صنعاء، فأطلق لسانه بسب الإمام #، وكان في يده عصا يتوكأ عليها، فعثر فوقع طرفها في عينه، فتتعتع وأكب من شدة الألم، وهو على ذلك إذ حمل عليه ثور كان في الطريق، فشاله بقرنيه من بين الجماعة ورمى به ناحية، قال: وكان ذلك من أقوى أسباب اللطيف في خروجي من مذهب المطرفية.
  ومنها: عن سعيد بن أحمد المرفي أن رجلاً خرص عليه الحق الواجب في أرض له، فاحتال في إسقاطه عنه بأن قال: قد بعت هذا المال من فلان - يعني رجلاً مؤتمناً لمولانا الإمام # - ولا حقيقة لذلك، فخاست تلك الأرض وتهورت.
  وحكي عن جابر بن جبران وهو ثقة، أن جماعة خرص عليهم الحق الواجب في أموالهم وهي أعناب فجاروا وأظهروا دعوى الجور، ولا حقيقة لما ادعوه، ودعوا بالبرد، وأخلف مالهم ذلك خاصة خمس سنين متوالية.