السعي المشكور المشتمل على نوادر رسائل الإمام المنصور القسم الأول،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[وقعة ميتك]

صفحة 75 - الجزء 1

  واستولى سيف الإسلام على كثير من المغارب، وأطاعه الناس كرهاً وخشية، وقربت جيوش العجم من جهة الإمام #، وأحاطوا بالحصن، ذكر أنهم قدر خمسة آلاف مع تردي أكثر أهل الجبل، فلح عليه الخواص بالانزعاج، فأقسم #: (لا تأخرت عن هذا المقام إلا غالباً أو مغلوباً).

  ثم أمر أخاه محمد بن حمزة وأصحابه بالنزول لحرب العدو، وهو مستقر في مكانه، وقال لأصحابه: لا تحاربوهم حتى يبدؤونا بالحرب.

  وكان محمد | قوي الدين، شديد الورع، كاملاً فاضلاً، فما حاربهم حتى بدؤوه بالحرب، وكان لا يملك نفسه عن الإقدام، فلما تلاحم القتال زحف في طائفة من الناس، فلم يزل يقاتل قدماً قدماً، وهم ينكشفون عنه، حتى تأخر كثير من أصحابه عنه، والإمام # ثابت في مكانه لم يتزلزل.

  ثم بعد ذلك قرب سيف الإسلام بنفسه من تلك الجهة، وفسدت العشائر على الإمام # فما أثر ذلك فيه، حتى قالوا له: يا هذا قد ركنت على الجنة فما بقيت تخاف الموت، فيقول: أنا أخوفكم من النار.

  وطلع من العسكر قدر أربعمائة وطلع آل حفيظ موضعاً منيعاً، وصار الإمام في أوساط القوم وما معه إلا أصحابه، فأمرهم بأخذ ما كان لهم، وأخذ # قوساً كانت له ولحق بأصحابه، وقال # لأصحابه: قد فعلنا ما أمكننا.