الكلام في الفصل الأول
  وأما انهزام ذلك الجمع من خمسة رجال: فنحن نُجِلُّك عن أن تجهل من أي شيء كانت الهزيمة، وانتقاض العزيمة، وإلا:
  وما بالنا أمس أسد العرين ... وما بالنا اليوم شاء النجف
  وأما ما ذكر من ركضه وأصحابه الحمزيين، لاستطلاع علم الفارسين:
  فما في ذلك من العيب والشين؟!
  فأي عصابة شم كرام ... جهلت مكانهم يا ابن الكرامِ
  لهم شهدت ملاحم صادقات ... بحسن الصبر في يوم الصدامِ
  وشبههم أبو حسن(١) صقورًا ... وأعداءَ الفواطم بالحَمَام
[بعض مواقف الإمام #]
  ثم سرد الحكاية إلى وصولنا أثافت، وما كان من حرب الهجر، وما فعل قبل ذلك وبعده من محمود الأثر، في القول والعمل:
  وهو كذلك وفوق ذلك، وما كرهنا تعرضه للحرب إلا استبقاءه للإسلام عدة، ولأهل العلم عمدة، ينابذ عنهم المخالفين، ويدافع أعداء الدين، فقد روي عن سيد المرسلين ÷ الأكرمين، مثل ذلك في تأخيره لأبي بكر عن البراز لولده عبد الرحمن.
(١) أبو حسن المشار إليه: هو الإمام المتوكل على الله أحمد بن سليمان قدس الله روحه، فإنه قال فيهم أيام حروبه للصيد وبكيل وهم يومئذ جمرة الناس، فقال:
وضدهم ألف ونيف تجمعوا ... عليهم وهم عشرون حيث أقاموا
ولم يبلغوا والحمد لله طائلاً ... لديهم وهل تلقى الصقورَ حمامُ
تمت من حاشية على الأصل.