السعي المشكور المشتمل على نوادر رسائل الإمام المنصور القسم الأول،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

الكلام في الفصل الأول

صفحة 98 - الجزء 1

  وأما ما ذكره من أهل دار معين⁣(⁣١)، وما جاءوا به من الزي الحسن، وأنا لم نخرج إليهم كما نخرج إلى أهل الدنيا:

  فقد تقدم القول في ذلك بما فيه كفاية لمن أنصف، أن رسول الله ÷ لم يُظهر لأهل الدين ما يظهر من التشريف لأهل الدنيا، وإن كان أهل الدين أحب إليه وأعز عليه، كما ذكرناه في عدي بن حاتم، وشبيهاً به فَعَلَ لعامر بن الطفيل وغيرهما.

  وأما ما ذكر من تقدم المطرح، وما شكاه الشيعة من الديوان:

  ولا شك أن ذلك لا يمتنع، ولكنا لا ننصف الشاكي بمجرد شكواه وإن كان عدلاً، ولا علمناهم شكوا أمراً ببينة، ولا أمراً فيه حكم نعلمه فأسقطناه، وأكثر ما فيه أن يشكوا فنقول لهم: اصبروا، فيظهروا لنا الصبر، وقد أمرنا أن نأمرهم بذلك في كل دعوى لعظم البلوى، ولا يبعد من مثلهم العفو.

  وأما ما ذكره من مسيره الليل والنهار، وتحمله المشاق الكبار، إلى ذكر فرس بدر وكليب، وما علق في ذلك من الريب: فسيأتي الحديث على ذلك في بابه إن شاء الله.

  وأما ما ذكره من فعل البواب: فذلك عليه دوننا.

  وأما مشاهدتنا له من غير إنكار:

  فكيف نشاهد من باطن المضرب ما في ظاهره؟! وإن قدَّر أنه بين يدي المضرب فحاشا مدعيه من ذلك.

  وأما عصاه:


(١) دار معين تسمى الهجرة، وهي تقع في الجنوب من صعدة، وبها مسجد للإمام المنصور بالله (ع).