الرسالة الأولى: الناصحة المشيرة في ترك الاعتراض على السيرة
  فأُحبِّذُ أن يكون من شيعتنا - بل مِنَّا - مَن المذكورون خلف ظهره في الصفوف، وملاقاة الألوف.
  إذا كان خلفك من قد ذكرت ... فذلك أمر لنا مفخره
  فكم لأولئك من موقف ... يُقَصِّرُ عن خُبرِهِ مَخبرُه
  ثم تعقَّب ذلك بقصة نجران، وعقّبها بما هو أهله من الثناء علينا بما لم نتمكن من استيفاء سببه، ثم انساق الحديث إلى ذكر حلملم وما لحق السيد هنالك من الوجع، وأنا تركنا زيارته:
  ولا شك في ذلك، ولكن يعلم الله ما تركناها جهلاً بحقه ولا استخفافاً، وكيف يجهل حقه من مدحه بالأبيات الميمية، والنظم أبقى أنواع الكلام وأسيره، ولا كان إلا لمانع، وهذا القدر كافٍ.
  وقد رجع عمر بن الخطاب عن الشام لما علم ظهور الطاعون فيه، فقيل له في ذلك ولامه بعض أصحاب النبي #، فقال: أتفرُّ من قضاء الله وقدره؟ فقال: (أفر من قضاء الله إلى قضائه، ومن قدره إلى قدره)، فلم يلمه أحد بعد ذلك.
  فأما لقاء الأوباش الذين ذكر:
= نكث وغدر، وخالف على الإمام #، وعاد إلى الغز وبقي مع الأتابك سنقر حتى قتله سنقر خوفاً منه. ذكر أخباره في السيرة المنصورية في الأول والثاني، في مواضع متفرقة.
(٢) الأمير أسد الدين، الحسن بن حمزة بن سليمان، صنو الإمام المنصور بالله #، ومن أكبر قواده وأعوانه، له مواقف عظيمة، وقاد معارك عديدة، واستشهد في المعركة التي استشهد في الأمير مجد الدين يحيى بن محمد، سنة (٦٠٨) ه.