الرسالة الأولى: الناصحة المشيرة في ترك الاعتراض على السيرة
  فقد كان ذلك، وقد لقي رسول الله ÷ وفود المشركين بأظهر مما فعلنا لأولئك، وأسرف حتى ضرب لوفد ثقيف قبةً في المسجد، فكان أصلاً للخير، فليس علينا بذلك مطعن.
  ثم انتهى الحال إلى ذكر سراقة وأهلها وأمرها وغنائمها، وما جرى بعد ذلك من استئثار الجند بما صار إليهم:
  وقد كان ذلك، وهو لا يقدح في أمرنا شيئاً، وقد فعل عسكر الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين # مثل ذلك فلم يقدح في إمامته، وسنذكره مثبتاً في موضعه في فصل الاستعانة بالفساق إن شاء الله.
  وأما ما ذكره من الصنو الحسن بن حمزة، وأصحابه، ومحمد بن إبراهيم، وما بنى عليه الكلام من قلة مروءة أهل هذا البيت - آل حمزة -، وشحهم على الطعام، وسيرتهم سيرة اللئام، وما ردد في ذلك من الكلام:
  فهذا فصل اختص الفقيه - أيده الله - بعلمه؛ لأنا لا نعلم أحداً من أهل هذه البلاد ولا غيرهم ممن ينتابها يشك في كرم بني حمزة أولاً عن أول، وكابراً عن كابر، وربما يميزهم الناس بهذا الباب، ويشركون بينهم وبين غيرهم من الشرف في غيره، وهذا يشترك في معرفته العلماء والعوام، وأقرب الناس إلى حضرته القضاة الفضلاء آل نشوان، فهم عارفون ببيوتات الشرف وأخلاقهم، ولو سألنا أعدل من نعلم في عصرنا الأميرين الكبيرين شيخي آل الرسول يحيى ومحمد ابني أحمد بن يحيى - أيدهما الله وأيد بهما - ما خشينا أن يفضحنا قولهما.
  وأما ما ذكرت من كرم أولاد الهادي إلى الحق #: فذلك ريش في نبلنا، وحَطَبٌ في حبلنا، وفضل يضاف إلى فضلنا، ومدحهم لا ينقصنا، ولا يحسن أن