نافلة الصدقة
  وقال تعالى: {فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ ١١ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ ١٢ فَكُّ رَقَبَةٍ ١٣ أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ ١٤ يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ ١٥ أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ١٦}[البلد]:
  في هذه الآية إرشاد ودلالة على مواضع الصدقة.
  وفيها تفخيم وتعظيم لتلك المواضع، وهي: فك رقبة من أسر الرق وتحريرها من العبودية، وإطعام اليتيم ذي القرابة في حال العسر والحاجة، وإطعام المسكين الشديد الحاجة.
  قوله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ}[البقرة: ٢١٩]:
  - فيه أن المطلوب من النفقة هو الزائد على الحاجة.
  وقوله: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ}[الحشر: ٩]، واردٌ في حالة الحاجة الماسة، فينبغي أن يتواسى الناس في القليل، ولا ينبغي أن يمسي الإنسان شابعاً وجاره أو قريبه جائع، يسمع صياح أولادهم من شدة الجوع، والآية الأولى(١) واردة في غير هذه الحالة، وعليه فلا تعارض، والله أعلم.
  قوله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ} ... الآية [البقرة: ٢١٥]:
  يؤخذ منه أن الأولى بالإحسان الوالدان، ثم الأقرب فالأقرب، ثم اليتامى والمساكين وابن السبيل.
  قوله تعالى: {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ}[النساء: ١١٤]، وقوله تعالى: {أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ ١ فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ ٢ وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ ٣}[الماعون]، وقوله تعالى:
(١) أي {يسألونك ماذا ينفقون قل العفو ..}.