نافلة الصدقة
  {كَلَّا بَل لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ ١٧ وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ ١٨}[الفجر]:
  يؤخذ من ذلك أن اللازم من أخلاق المؤمن أن يكون مهتماً بسد حاجة المسكين، داعياً إلى سد خلتهم، حاثاً على ذلك.
  وفي ذلك أن ترك الحث على ذلك من أخلاق المكذبين الكافرين.
  وفي ذلك أن ترك ذلك قد يكون سبباً للعقوبة من الله.
  قوله تعالى: {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ}[النساء: ٣٦]:
  في هذه الآية بيان الذين هم أولى بإحسان الإنسان:
  - الجار ذو القربى: هو من جمع بين الجوار والقرابة، وقيل: الجار الملاصق.
  - الجار الجنب: هو الجار من غير قرابة، وقيل: الجار غير الملاصق.
  - والصاحب بالجنب: هو الزميل في سفر أو عمل أو قراءة أو في نحو ذلك.
  قوله تعالى: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ٣٤ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ٣٥}[فصلت]:
  فيه أن الإحسان إلى الرحم الكاشح من أفضل الإحسان، وأنه من أخلاق الصابرين وأهل الحظ العظيم، وقد قال تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ١٠}[الزمر].
  وفيها أن الإحسان مشروع إلى أهله وإلى غير أهله.
  وقوله تعالى: {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ ٦٠}[الرحمن]، قد يؤخذ من ذلك أن المكافأة على الإحسان أمر مطلوب، وذلك مركوز في فطرة العقل.