الفقه القرآني،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

الزينة وطيبات الرزق

صفحة 139 - الجزء 1

  ويؤخذ من الآية أن الأصل في كل ما ينتفع به العباد الحل.

  ويؤخذ منها أيضاً أن الله تعالى يريد أن ينتفع المؤمنون خصوصاً ويتمتعوا بطيبات الرزق وزينته التي أخرج لعباده.

  وقوله تعالى: {أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ ١٨}⁣[الزخرف]:

  يؤخذ منه أن التزين بالحلي والتجمل بها من شأن النساء.

  وعليه فيكره التشبه بالنساء في الزينة الخاصة بهن، وفطر العقول تذم المتشبهين بالنساء، وتسترذلهم.

  قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا}⁣[البقرة: ٢٩]:

  يؤخذ منه أن الأصل فيما على الأرض من نبات وحيوان وجماد الحل. ويشهد لذلك قوله تعالى: {قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ} ... الآية [الأنعام: ١٤٥].

  وهناك مخصصات لعموم الآية وردت في الكتاب والسنة.

  وقوله تعالى: {أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ} ... الآية [المائدة: ١]، يمكن الاستدلال بها لمن يقول: إن الأصل في الحيوانات الحظر.

  وعلى هذا فتكون آية البقرة مخصوصة بالعقل؛ إذ أن العقل يدرك بفطرته قبح إيلام الحيوانات وذبحها أو قتلها.

  وبهيمة الأنعام: هي الأصناف الثمانية، من الإبل اثنين، ومن البقر اثنين، ومن الضأن اثنين، ومن المعز اثنين.

  وقوله: {إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ} مجمل، بينه قوله تعالى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ}⁣[المائدة: ٣].