الفقه القرآني،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

الزينة وطيبات الرزق

صفحة 142 - الجزء 1

  والرجس: هو النجس. وعليه فيحرم المأكول والمشروب الذي وقعت فيه نجاسة لا يمكن تطهيرها، فإن أمكن تطهيرها فتطهر وتؤكل.

  قوله تعالى: {وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ ٦٦}⁣[النحل]، تمنن الله على عباده بذكر نعمته عليهم في لبن الأنعام، ولم يذكر لبن الحمير والخيل ولا ما لا يؤكل لحمه. فما يؤكل لحمه يحل لبنه، وما لا فلا، وهذا من قياس العكس.

  قوله تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ٣١}⁣[الأعراف]، روي أن زين العابدين # احتج بهذه الآية على اشتمال القرآن على علم الطب، والإسراف: هو مجاوزة الحد في الأكل والشرب. فيحرم الإفراط فيهما، وحد الإفراط ما يظن معه الضرر.

  وقيل: إن الإسراف يراد به هنا الإنفاق في معاصي الله تعالى.

  قوله تعالى: {وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} ... الآية [طه: ١٣١]:

  فيه أنه ينبغي للمؤمن أن لا يطمح ببصره إلى مفاتن الدنيا وزخارفها طموح رغبة وتمنٍّ، ولا سيما إذا كان ممن يقتدى به.

  والمحذور من ذلك ما يورث الحسرة، وتستصغر عنده نعم الله تعالى. وليس المقصود نظر العين، بل نظر الإعجاب والرغبة. ويشهد لذلك قوله تعالى: {فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ} ... الآية [التوبة: ٥٥]، والله أعلم.