التحية وإكرام الضيف وما يلحق بذلك
  وتجب الإجابة إذا طلبت إلى حاكم محق؛ لقوله تعالى: {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا}[النور ٥١].
  وقوله تعالى: {إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ}[يوسف: ٢٦]:
  قد يؤخذ منه أنه يجوز العمل بالقرائن والأمارات.
  ومنه شهادة الصبيان بعضهم على بعض قبل أن يتفرقوا.
  قوله تعالى: {وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ١٨٨}[البقرة]:
  يستفاد من الآية شرعية نصب الحكام، وأنه لا ينفذ الحكم إلا في الظاهر دون الباطن.
  وقد يستدل بها على أنه لا تجوز المصالحة مع الإنكار، وذلك أنه قد يكون من أكل أموال الناس بالباطل.
  قوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ}[الأنفال: ١]:
  يحتمل أنه أمر للمتشاقين بترك المشاققة، وقطع أسبابها التي يتسلل منها الشيطان.
  ويحتمل أن يراد غير المتشاقين، وذلك بالسعي للإصلاح بينهم، فيكون كقوله تعالى: {فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ}[الحجرات: ١٠]، وقوله: {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ}[النساء: ١١٤]، فيؤخذ من جميع ذلك أنه يجب على المتشاقين أن يصطلحوا، وعلى الغير أن يصلح بينهم.
  كما يؤخذ من ذلك أن إصلاح ذات البين من أصول الإيمان ولوازمه؛ لقوله في آخر الآية: {.. إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ١}[الأنفال].
  قوله تعالى: {يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ}[النساء: ٦٠]، الطاغوت: هو الحاكم الذي يحكم بغير أحكام الله.