تكميل
  مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ}[النحل: ١٢٦]، {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ}[البقرة: ١٩٤]، ولا خلاف في ذلك فيما يظهر، والله أعلم.
  وفي قوله تعالى: {فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ} ... الآية ما قد يستدل به على أن الدية على العاقلة في قتل الخطأ، وذلك أن الله تعالى لم يجعل على قاتل هذا دية مع أنه مؤمن. والسبب في ذلك - والله أعلم - أنه من قوم محاربين، وقد عُلِم أن الكافر لا يرث المسلم، فالأولى حينئذ بديته هم المسلمون.
  فعرفنا حين لم يحكم بها لهم في هذه الحال - مع استحقاقهم لها دون قرابة المقتول الكافرين - أنهم هم الذين يتحملونها لو كان المقتول من قوم أهل ميثاق، أو من قوم مؤمنين. فتكون الدية قد وجبت عليهم، ثم سقطت؛ لأنهم المستحقون لها.
النوع الرابع: مذهب العامي الصرف
  يحمل ما فعلته العوام في المسائل العملية على الخطأ المعفو عنه، فلا يؤاخذون بخطئهم في ذلك؛ لقوله تعالى: {وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ ...}[الأحزاب ٥]، إلا ما كان من ذلك خارقاً للإجماع فيجب إنكاره، ولا ينبغي إقراره، وذلك كتزويج المعتدة في حال عدتها، وذلك لقوله تعالى: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ٨٥}[آل عمران].
تكميل
  قوله تعالى: {إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ}[الأعراف: ١٦٣]:
  أخذ من هذه الآية ومن قصتها: أن فاعل السبب هو فاعل المسبب، ومن هنا فيضمن فاعل السبب ما حدث به من الجناية.