الفقه القرآني،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

صفحة 157 - الجزء 1

  ويمكن أن يكون قوله تعالى: {وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ} جملة مستقلة تأمر بالصبر على المصائب، كقوله تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ ... وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ١٥٥} ... الآية [البقرة]، وكقوله تعالى: {وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ} ... الآية [الحج: ٣٥]، وعليه فلا يؤخذ منها ذلك.

  قوله تعالى: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ ٩٦ وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ ٩٧ وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ ٩٨}⁣[المؤمنون]:

  فيه أنه يجب على المتصدي للدعوة إلى الله وللأمر والنهي أن يدافع أذى الناس وغلظتهم وقساوتهم بالتي هي أحسن، فلا يرد عليهم إلا بالجميل من القول، بل بالأجمل، فيرد عليهم بالرد الذي يبلغ في الحسن الغاية. ولأمرٍ مَّا {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ} ... الآية [إبراهيم: ٢٤].

  وفي الآية أنه يجب الاستعانة بالله على ما أمر به من الإحسان، فيقال: {رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ ٩٧ وَأَعُوذُ بِكَ ...} الآية.

  قوله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ ٣}⁣[المؤمنون]، وقوله تعالى: {وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ٦٣}⁣[الفرقان]: قد يراد به ما قدمنا، أو أن ذلك أعم مما ذكرنا؛ فيدخل فيه ما ذكرنا وغيره، والله أعلم.

  قوله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}⁣[المائدة ٢]:

  يؤخذ منه أنه يجب على المسلمين أن يعينوا الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر والداعين إلى الله.

  قوله تعالى: {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا} ... الآية [العنكبوت ٤٦]: