المباهلة
  قد يقاس أهل الابتداع من هذه الأمة على أهل الكتاب، فيعاملون معاملتهم في الجدال.
  ولعل الذين ظلموا هم الذين ظهر تمردهم وعنادهم للحق، ومكابرتهم للأدلة بعد معرفتها، فلا مانع في مجادلة هؤلاء بالغلظة والمخاشنة، وإن كان الأولى التلطف مع الجميع، والله أعلم.
  وأما القسم الآخر فيتلطف لهم في الجدال، ويتسامح معهم في الحوار، فلعلهم يتذكرون ويخشون الله.
  قوله تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى}[الأحزاب ٣٣]:
  قد يؤخذ من ذلك أنه لا يجب على النساء الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في خارج بيتها؛ وذلك لمنافاته الستر الذي أمرن به.
  قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا}[الحجرات ١٢]:
  يؤخذ من ذلك أنه لا يجب الأمر والنهي إلا فيما ظهر من المنكر.
  كما يؤخذ من الآية أنه لا يجوز التجسس والبحث عما استتر من المنكرات؛ فمن ظاهره الستر فلا يلاحق بالتفتيش، ولا يجوز اتهامه بالمنكرات، بل الواجب النهي عن مثل هذا الظن، والأمر بالسكوت عن هتك الأستار، والتحذير من الغيبة.
  قوله تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ}[التوبة ٢٨]:
  يؤخذ منه أن خوف الفقر ليس بعذر في ترك الواجب.
المباهلة
  قوله تعالى: {فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ٦١}[آل عمران]: