الفقه القرآني،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

الإرجاف

صفحة 181 - الجزء 1

  وذلك أن حل الوطء من لوازم الملك. وقد يشهد لما قلنا قوله تعالى في جوابه على الذين قالوا: اتخذ الله ولداً: {إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا ٩٣}⁣[مريم]، فقد أخذ من هذه الآية أن الملك ينافي البنوة.

  وعليه فلا تجتمع البنوة والملك، فمن ملك ابنه عتق عليه، والله أعلم.

الإرجاف

  قوله تعالى: {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ}⁣[النساء ٨٣]:

  فيه أنه لا يجوز إظهار الخبر الذي فيه مضرة على المسلمين، أو فيه توهين لجانب المحقين، أو ترويع وتخويف من قوة الكافرين، أو نحو ذلك.

  وفي هذه الآية إرشاد إلى أنه ينبغي الرجوع إلى العلماء عند المهمات، وأهل الرأي والتدبير.

  وقوله تعالى: {لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ}⁣[الأحزاب ٦٠]، فيه أن للإمام أن يعاقب المرجفين.

الهجرة

  قوله تعالى: {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ ٥٦}⁣[العنكبوت]:

  يؤخذ منه وجوب الهجرة من الأرض التي لا تتيسر للمؤمن فيها عبادة ربه إلى أرض تتيسر له فيها العبادة.

  وقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ٩٧ إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا ٩٨ فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا ٩٩}⁣[النساء]: