الفقه القرآني،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

فائدة في أدب العالم والمتعلم

صفحة 196 - الجزء 1

  ونفي الرجعة، ونفي الدعوى، و ... إلخ، ما لم تقم بينة أو إقرار، وإن كان الحال يستدعي مع ذلك اليمين غير أن ذلك - والله أعلم - إنما كان من أجل تأكيد الأصل، والله أعلم.

فائدة في أدب العالم والمتعلم

  يؤخذ مما حكاه الله تعالى في قصة موسى والخضر @ فوائد:

  ١ - أنه لا ينبغي للمتعلم الاستعجال بالسؤال أو الاعتراض فيما رآه مخالفاً للظاهر.

  ٢ - أن العالم ينبغي أن يعامل الطالب بالصفح والمسامحة.

  ٣ - وأن منتهى الإعذار يكون في ثلاث مرات؛ لقوله: {قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا ٧٦}⁣[الكهف].

  ٤ - وأنه ينبغي للمتعلم الامتثال لأوامر العالم؛ لقوله: {سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا ٦٩}⁣[الكهف]، ويؤيده قول إبراهيم # لأبيه: {فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا ٤٣}⁣[مريم].

  ٥ - ينبغي للعالم أن يوضح للمتعلم ما خفي عليه وجهه، ولا يتركه في حيرته وشكه.

فائدة في السكوت

  قوله تعالى: {فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا ٢٦}⁣[مريم]، فيه أنه ينبغي السكوت عن مجادلة السفهاء ومماراتهم، ومثل ذلك قوله تعالى: {وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ٦٣}⁣[الفرقان].

  وقوله تعالى: {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ}⁣[النساء ١١٤]، يؤخذ منه فضيلة السكوت.