الفقه القرآني،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

فائدة في الطب في القرآن

صفحة 206 - الجزء 1

فائدة في الطب في القرآن

  أثبت الأطباء في القديم والحديث أن تقليل الطعام والشراب هو الطريق إلى صحة البدن. كما أن العكس صحيح فالإسراف فيهما هو سبيل اختلال الصحة، والطريق إلى جر البلاء إلى الجسم.

  وفي قوله تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ٣١}⁣[الأعراف]، إرشاد إلى التوسط المحمود، والنهي عن الإفراط، وقد روي أن الإمام علي بن الحسين # سئل عما في القرآن من علم الطب فأجاب بهذه الآية.

  قوله تعالى: {يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ}⁣[النحل ٦٩]، رأيت في تفسير لأحد المتأخرين أن العسل يحتوي على مادة هامة هي علاج لعشرات الأمراض، وأن الطبيب إذا أعياه المرض التجأ إلى هذه المادة، وأن الأطباء يسمونها سلاح الطبيب، واسمها الاصطلاحي عندهم «الجلوكوز».

أدوية معنوية

  هناك أدوية معنوية، وذلك أن الخوف والجزع الذي يستولي على مشاعر المريض هو مما يضاعف تأثير المرض، ويزيد في شدته وطوله، بل ربما أدى إلى الوفاة.

  وهذا الداء العياء لا يوجد له علاجٌ ناجحٌ على الإطلاق إلا في القرآن الكريم، قال الله تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ١٥٥ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ١٥٦ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ١٥٧}⁣[البقرة].