فائدة في الطب في القرآن
  فالمصدق بهذه البشرى، والمؤمن بهذا الوعد - يستبشر ويفرح بما وعد الله الصابرين، وهذه الفرحة والاستبشار هي مطلب الأطباء الذي يتطلبونه، ويحاولون حصوله في نفس المريض.
  ويقول سبحانه وتعالى: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ٢٢ لِكَيْ لَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ}[الحديد]:
  المؤمن المصدق بقضاء الله وقدره يُخفِّفُ عنه إيمانُه وتصديقُه شدةَ المصيبة بالمرض، ويهدئُ من روعه، وبذلك يَسْلَم من كثير من آثار الجزع والحزن التي تهدّ صحة بدن المريض هدًّا.
  وقال سبحانه: {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ٢٨}[الرعد]:
  كما قدمنا فإن الجزع والحزن والخوف من المرض قد يؤدي بالمريض إلى الوفاة، والعكس في العكس؛ فإن الطمأنينة والرضا هي الطريق إلى السلامة من هذا الداء العياء، وهي في ذكر الله تعالى، فالحمد لله رب العالمين.
  وقد ذكر الله قصة نبيه يونس # وجعلها ذكرى وموعظة، فيستفيد منها المريض: أن ذكر الله تعالى بالتسبيح والاستغفار طريق إلى تفريج الكروب والخروج من الشدائد.
  وذكر سبحانه قصة نبيه أيوب # فيستفيد منها المريض أن الصبر والرضا طريق إلى الفرج والعافية.
  هذا، والمؤمن يصدق بأن الله تعالى هو الشافي، وأنه على كل شيء قدير، فإذا اشتد به المرض فأمله ورجاه موصول بربه؛ فلا يستولي عليه الخوف والجزع؛ ومن هنا فيكون أقرب إلى السلامة من مضاعفات المرض، والحمد لله رب العالمين.