الفقه القرآني،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

ذكر مسجد الضرار

صفحة 33 - الجزء 1

  وعلى كراهةِ دخول المساجد لمن أكل الثوم، وكراهة البصاق في المساجد، وكراهة النوم لما عساه يخرج من الروائح الكريهة، وكراهة التبرز قرب المساجد؛ لِذلك، ومن هنا قال تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ}⁣[النور: ٣٦]، وقال: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ}⁣[التوبة: ١٨].

  ورفعُها هو رفع بنيانها، وتنظيفُها من الأقذار، وتعظيمُها عن كل ما يُخل بالأدب، وتبخيرها، وقد يؤخذ من ذلك جوازُ زخرفتها.

ذكر مسجد الضرار

  قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} ... إلى قوله تعالى: {لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ ١٠٨}⁣[التوبة]:

  يؤخذ من ذلك أنه لا تجوز الصلاة فيما بُني من المساجد للمضاررة، كما يفعله الوهابيون حولَ مساجد الزيدية.

  وأن الوقف أو النذر إذا كان لنية فاسدة لا يصح.

  وأن النية تُشترط مع التصريح والكناية؛ لقوله: {أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى}.

  وأن المساجد تشرف بشرف بانيها ومؤسِّسِها؛ وذلك لأنه مظنة النية الصالحة، والله أعلم.

  وأنها أيضاً تشرف بشرف المصلين فيها؛ لقوله تعالى: {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ} الآية.

  كما يؤخذ منها أنه لا يجوز تكثيرُ سواد أهل الباطل.

  كما يؤخذ منها أيضاً شرعية تكرير الطهارة؛ وذلك أن الصِّيغة تقتضي ذلك.