الفقه القرآني،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

ذكر المسجد الحرام والمسجد الأقصى

صفحة 34 - الجزء 1

ذكر المسجد الحرام والمسجد الأقصى

  قال تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ}⁣[الإسراء: ١]، في ذلك دلالةٌ على فضيلة المسجدين.

  وقال تعالى في المسجد الحرام: {وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا}⁣[آل عمران: ٩٧]، وقد تكرر ذكر المسجد الحرام في القرآن مما يدل على فضله، والمراد بالمسجد الأقصى: مسجد بيت المقدس وهو معروف.

المساجد عموماً

  قال تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ}⁣[البقرة: ١١٤]:

  يؤخذ من ذلك أنه لا يجوز إغلاق المساجد، أو منعُها برائحةٍ مؤذية، أو فعلٍ أو قول يُؤَدِّيان إلى المنع منها.

  كما يؤخذ من الآية أنه ينبغي فعلُ ما يُرغِّبُ فيها من الروائح الطيبة، والنظافة، ورفع السقوف، وتوفير المياه النظيفة، وبناء الحمامات، وإنارتها بالمصابيح، و ... إلخ.

  وقوله تعالى: {فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى ١٢}⁣[طه]، قد يؤخذ منه أنه ينبغي خلعُ النعال في الأماكن الشريفة؛ وذلك من أجل ظاهر التعليل، والله أعلم.

  وفيها أنه ينبغي تعظيمُ ما عظَّم الله تعالى من الأماكن وغيرها.