قضاء الصلاة
قضاء الصلاة
  قال تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي ١٤}[طه]، يؤخذ من ذلك - على أن اللام للتوقيت - أنَّ من نام عن صلاته أو نسيها فليصلها وقتَ ذكرها، أو عند استيقاظه.
  وقوله تعالى: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} ... الآية [البقرة: ٢٨٦]، قد يؤخذ منه أنَّ مَن عَمِل الواجبَ كالصلاة في وقتها ثم انكشفَ له مِن بعدِ الوقت اختلالُ شرط مختلف فيه أنه لا يجب عليه قضاؤها؛ وذلك أنه قد فعل ما كُلِّفَ به، وذلك الشرطُ الذي فاتَهُ غير مكلف به؛ لأنه خارج عن وسعه؛ إذ ليس في وسع الإنسان التحرز من الخطأ والنسيان، وقد رفع الله عن المكلفين المؤاخذةَ في ذلك.
  أما إذا أخلَّ المكلفُ بشرط أو نحوه عمداً وهو يعلم أنه واجب فهو عاصٍ لم يخرجْ من عهدة ما كُلِّفَ به، فهو في حكم التارك.
الذكر في القرآن
  قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا ٤١ وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ٤٢}[الأحزاب]، وقال تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ١٩٠ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ} ... الآيات [آل عمران]، إلى غير ذلك مما ذكر الله تعالى في كتابه.
  هذا، وقد اشتملت الصلوات الخمس على أهمِّ الذكر وهو الذكر الواجب، فمن حافظ على الصلوات المفروضة فقد أدَّى الذكرَ الأهم وهو الواجب.
  غير أنه يبقى نوع آخر من الذكر تجب ملاحظته وهو الذكر القلبي، وذلك أن يكون القلبُ كثيرَ الشعور والإحساس بعظمة الله تعالى، ممتلئاً من هيبة الله وجلاله، دائمَ الذكر لسوابغ نعم الله عليه، وهذا الذكر هو المسمى بالإيمان.