قضاء الصلاة
  وهذا الذكر لا بد منه؛ فهو الذي يدعو المكلف إلى فعل الطاعة ويزجره عن فعل المعصية.
  نعم، وبما أن الإنسان هو محلُّ الخطأ والنسيان، وكثير الغفلة عن تعظيم الله وخشيته، وعن شكر سوابغ نعمه، وقليلُ الذكر لله تعالى في صلواته؛ بسبب استيلاء الوساوس الشيطانية، وقليلُ التحفظ من بوادرِ طبعه، ومن معاملةِ أهله وأولاده وجيرانه، وإلى كثير مما لا ينحصر من التفريط؛ فبسبب ذلك فإنه يتحتمُ على المسلم ملازمة الاستغفار. ومن هنا وصف الله المحسنين بذلك فقال سبحانه: {وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ١٨}[الذاريات]، {وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ ١٧}[آل عمران]، وقال عن أولي الألباب الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم: {رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ ١٩٣}[آل عمران]، وقال: {إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ ١٠٩}[المؤمنون].
  وأمر تعالى به فقال: {وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ ١١٨}[المؤمنون].
  وأخبر الله تعالى عن إيمان الرسول ÷ والمؤمنين فقال: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ...} إلى أن قال: {وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ٢٨٥ ...} إلى أن قال: {وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا} الآيات [البقرة: ٢٨٦].
  ومدح الله تعالى قوماً فقال: {يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ}[الحشر: ١٠].
  وأمر الله تعالى رسوله ÷ فقال: {وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ}[محمد: ١٩].
  وقال عن نوح #: {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ}[نوح: ٢٨]. وقال عن إبراهيم #: {رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ ٤١}[إبراهيم].