الاعتكاف
  نعم، إذا كانت المرأة ذات أطهار طويلة يمكنُها في طهر واحد المتابعة وجب عليها؛ وكل ذلك تحقيقاً لمعنى التتابع، والمخصصُ لما ذكرنا قوله تعالى: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا}[البقرة: ٢٨٦].
الاعتكاف
  المعتكف الذي تجب عليه الجمعة يلزمه السعي إليها؛ لقوله تعالى: {إِذَا نُودِيَ ...}[الجمعة: ٩].
  قوله تعالى: {وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ}[البقرة: ١٨٧]، نهي عن المباشرة؛ فيجوز للمعتكف أن يتزوجَ ويزوجَ غيره، ويشهدَ على التزويج، وأن يتطيبَ، ويدهنَ، ويكتحل؛ إذ لا نهي عن ذلك، والأصل الجواز.
  ويجب على المعتكف أن يخرج للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إذا تَعَيَّنَ عليه، ويعود إلى المسجد إذا أدى ذلك.
  ويجوز أن يخرج إلى عيادة المريض، وغسل الميت والصلاة عليه، وقضاء حاجة نفسه وأهله التي لا بد منها، أو قضاء حاجة مؤمن، أو نحو ذلك.
  والدليل: أن ما ذكرناه طاعةٌ واجبةٌ أو مندوبةٌ، والاعتكاف ليس معناه التخلي عن بعض الواجبات والمندوبات؛ فلا ينبغي أن يُجْعَل الاعتكاف عذراً لترك شيء من ذلك، ويمكن الاستدلال على ذلك بقول الله تعالى: {وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى} ... الآية [النور: ٢٢]، وقوله تعالى: {وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا} ... الآية [البقرة: ٢٢٤]، فلم يجعل الله تعالى الحلف هنا مُبَرِّرًا لترك البر والتقوى والإصلاح والصدقة؛ فكذلك الاعتكاف لا ينبغي أن يكون مبرِّرًا لترك شيء من ذلك.